علاء الشريف
علاء الشريف، المؤسس صاحب الرؤية الثاقبة لشركة آرت تمبل للإنتاج، هو فنان مصري مؤثر قدم مساهمات كبيرة في مجالات الكتابة والإخراج والمسرح. ولد ونشأ في مدينة الإسكندرية الفنية، وانغمس في بيئة ثقافية نابضة بالحياة شكلت شغفه بالفنون منذ سن مبكرة. بدأ تعليمه الرسمي في المعهد العالي للسينما المرموق، وهو جزء من أكاديمية الفنون المصرية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الإخراج عام 1998. ومع ذلك، بدأت رحلته في وقت سابق بكثير في دوائر المسرح للهواة في الإسكندرية، والتي أرست الأساس لنجاحه المستقبلي.في أوائل التسعينيات، وتحديدًا حوالي عام 1990 إلى عام 1992، شارك الشريف في تأسيس فرقة المسرح للهواة "ألوان" مع مؤمن عبده، الفنان العاطفي الذي توفي بشكل مأساوي في حادث حريق بني سويف. اكتسبت الفرقة شهرة هائلة وأصبحت واحدة من أهم الحركات المسرحية في الإسكندرية في ذلك الوقت، مما جعل الشريف أصغر مخرج مسرحي يحقق النجاح بمشاريعه الإخراجية الأولى. أثرت هذه الفترة المبكرة، التي عمل فيها إلى جانب مؤمن عبده، بشكل عميق على تطور الشريف، مما منحه الثقة والخبرة لمتابعة مشاريع أكبر.
أثناء دراسته في المعهد العالي للسينما، وسع الشريف معرفته عبر تخصصات فنية متعددة، ولم يقتصر على السينما وحدها بل انغمس أيضًا في معاهد الفنون الدرامية والموسيقى العربية. تعاون مع زملائه الطلاب، الذين أصبح العديد منهم فيما بعد شخصيات مهمة في المشهد الفني المصري، وساهموا في مشاريع مختلفة ووسعوا ذخيرته الفنية. أثرى هذا النهج متعدد التخصصات فهمه للفنون وعزز أساسه الثقافي والفني.
تركت العديد من الشخصيات البارزة في المشهد المسرحي السكندري والمصري تأثيرًا دائمًا على الشريف خلال هذه الفترة التكوينية. لعب مخرجون مثل عادل شاهين وصبحي يوسف أدوارًا حاسمة في تشكيل أسلوبه ورؤيته الإخراجية. وقد ساعده توجيههم على صقل مهاراته، وغرس في داخله شعوراً عميقاً بالولاء والحب لهذا الفن. وكان من أبرز إنجازاته المبكرة إخراج مسرحية "العنكبوت" للدكتور مصطفى محمود، والتي عُرضت في مهرجان المسرحيات من فصل واحد في جمعية الشبان المسيحيين (YMCA). ثم تبع ذلك إخراج مسرحية "حكايات القطار" لأحمد شوقي و"العين السحرية" لألفريد فرج، والتي عُرضت في مسرح كلية الطب البيطري في رشيد. وقد جعلته هذه النجاحات المبكرة مخرجاً بارزاً في مجتمع المسرح بالإسكندرية.
بالإضافة إلى عمله في المسرح، خاض علاء الشريف مجال السينما، فظهر لأول مرة كمخرج في الفيلم الروائي القصير "البطش" (1997)، بطولة الممثلين المشهورين محمود عبد المغني وإيمان أيوب وأحمد عزمي. وقد أظهر هذا الفيلم، الذي أخرجه خلال سنته الثالثة في المعهد العالي للسينما، موهبته في السرد القصصي. وفي العام نفسه، كتب وأخرج الفيلم الوثائقي "أحلاهم بالبندق" الذي أنتجته المؤسسة، مما أظهر براعته كمخرج.
كانت مساهمات الشريف في الجوانب الفنية للمسرح مهمة أيضًا. في عام 1996، صمم الإضاءة للعرض المسرحي "أنتيجون" للمخرج رمضان عبد الحفيظ، والذي عُرض في مهرجان المراكز الثقافية في أثينا، اليونان. أكدت مهارته في تصميم الإضاءة على فهمه المتعدد الأوجه للمسرح ومتطلباته الفنية.
مع تقدمه في حياته المهنية، ظل الشريف ملتزمًا بالمجتمع الفني النابض بالحياة في الإسكندرية. فقد مثل في العديد من المسرحيات المدرسية وشارك في قدرات مختلفة - سواء كممثل أو ملقن أو فني مسرح أو مصمم إضاءة أو مساعد مخرج - في إنتاجات مسرحية عبر منتديات الثقافة الشعبية ومراكز الشباب ومجموعات المسرح الحر في الإسكندرية. أثرت تجاربه في هذه الأدوار المختلفة على فهمه للعملية المسرحية الكاملة وساهمت في نهجه الشامل في الإخراج.
في عام 1998، خلال سنته الرابعة في المعهد، أخرج الشريف مشروع تخرجه، الفيلم الموسيقي القصير "عجيبة"، بطولة ميرنا وليد. كان هذا المشروع بمثابة علامة فارقة في حياته المهنية، حيث رسخ مكانته كمخرج شاب واعد. بعد ذلك، كتب وأخرج الفيلم الوثائقي "مصر الصحراوي"، والذي استكشف حياة المغتربين المقيمين في القاهرة، مما أظهر اهتمامه بصناعة الأفلام الوثائقية.
كانت تجربته التلفزيونية الأولى في عام 1999 عندما أخرج المسلسل التلفزيوني "الطيب والشاعر"، بطولة هاني رمزي وعلاء مرسي. تم إنتاج المسلسل بواسطة التلفزيون المصري وبثه على قناة النيل الترفيهية. كان هذا بمثابة خطوة مهمة أخرى في مسيرته المهنية المتوسعة، حيث مزج مهاراته في الإخراج التلفزيوني والسينمائي.
طوال حياته المهنية، ظل علاء الشريف فنانًا مخلصًا، ملتزمًا باستكشاف النطاق الكامل للفنون المسرحية والسينمائية.